ثم قال الشيخ اللحجي في آخر ثبته «المرقاة» : وأنا الفقير إلى الله عبد الله بن سعيد محمد عبادي اللحجي أجزت من أدرك حياتي بما أجاز به الحافظ ابن الدبيع رحمه الله تعالى، ورجوت ما رجاه من فضل الله وكرمه.
ذا سندي؛ فإن قبلت حبّذا ... أو لم يناسب خلف ظهرك انبذا
حرر في ٢٨ شعبان المعظم سنة: ١٣٩٨ هـ بمكة المكرمة بمنزلي في جبل الحفاير المطل على الشّبيكة سنة ثمان وتسعين وثلثمائة وألف من هجرة من له العزّ والشرف، كتبه مؤلّفه الفقير إلى الله عزّ وجلّ: عبد الله بن سعيد اللحجي بن محمد عبادي اللحجي الحضرمي المكي؛ فتح الله عليه فتوح العارفين، وألحقه بالقوم الصالحين، وغفر ذنوبه أجمعين بمنه وكرمه. آمين.
والشيخ عبد الله عالم فقيه نحويّ مشارك، له عناية كاملة بالحديث الشريف، يبذل في شراء كتبه ما يملك، وينقب عن نوادره، ويتصيّد نفائسه، يسعى للقاء الرجال والأخذ عنهم، حسن الاعتقاد فيهم، عفيف النفس، صادق العزم، عالي الهمة، بعيد عن المداراة والمجاملة.
اشتغل بالتدريس في المراوعة في الجامع الكبير، وتصدّى لإفادة الطلاب ونشر العلم، وأقبل عليه الطلاب وكان هو خليفة الشيخ السيد عبد الرحمن هناك.
وفي مكّة المكرّمة كان بجانب ملازمته لسيّدي الوالد وصحبته له وحضوره مجالسه ودروسه واشتغاله بكتابة رسائله وفتاويه وبحوثه حريصا على نفع الطلاب وإرشادهم بتدريسهم في المسجد الحرام في أوقاته الأخرى، وتدريسه في عدة مدارس؛ منها المدرسة الصولتية، ومدرسة دار العلوم الدينية، والفخرية.
[مناقبه]
ومن مناقبه الحميدة وخصاله المجيدة: أنه كان حريصا كلّ الحرص على اقتناء الكتب النفيسة عامّة، وخصوصا كتب الحديث والتاريخ والسيرة النبوية والتصوف، ويبذل في شرائها كلّ ما يملك، وقد يكون محتاجا إلى ثمنها؛ ولكنه كان رحمه الله يقدّم حاجة الروح على حاجة الجسم.
ومن مناقبه الحميدة التي شهدناها ورأيناها فيه: حرصه العظيم على لقاء