فقال: «أتدرون ما خرافة؟ إنّ خرافة كان رجلا من عذرة، أسرته الجنّ ...
(فقال: «أتدرون ما خرافة؟!» ) خاطبهنّ خطاب الذكور تعظيما لشأنهنّ، فكأنّهنّ قلن: لا ندري، فقال:
( «إنّ خرافة كان رجلا من عذرة) - بضمّ العين المهملة وسكون الذال المعجمة-: قبيلة من اليمن (أسرته) أي: اختطفته (الجنّ) .
قال العلّامة الشيخ ابن حجر الهيتمي في «التحفة شرح المنهاج» : الجنّ أجسام هوائيّة؛ أو نارية أي: يغلب عليها ذلك، فهم مركّبون من العناصر الأربعة كالملائكة؛ على قول، وقيل: أرواح مجرّدة. وقيل: نفوس بشريّة مفارقة عن أبدانها، وعلى كلّ فلهم عقول وفهم، ويقدرون على التشكّل بأشكال مختلفة، وعلى الأعمال الشاقّة في أسرع زمن.
وصحّ خبر أنّهم ثلاثة أصناف: ذوو أجنحة يطيرون بها، وحيّات، وآخرون يحلّون ويظعنون.
ونوزع في قدرتهم على التشكل باستلزامه رفع الثّقة بشيء!! فإنّ من رأى؛ ولو ولده؛ يحتمل أنّه جنّيّ تشكّل به.
ويردّ: بأنّ الله تكفّل لهذه الأمّة بعصمتها عن أن يقع فيها ما يؤذي لمثل ذلك المترتب عليه الرّيبة في الدين، ورفع الثقة بعالم وغيره، فاستحال شرعا الاستلزام المذكور.
قال الشافعي رضي الله تعالى عنه: ومن زعم أنّه رآهم ردّت شهادته وعزّر، لمخالفته القرآن.
وكأنّ المصنّف أخذ منه قوله «من منع التفضيل بين الأنبياء عزّر، لمخالفته القرآن» !! وحمل بعضهم كلام الشافعي على زاعم رؤية صورهم الّتي خلقوا عليها.