للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن الحسن رضي الله تعالى عنه قال: أتت عجوز ...

قال الزرقاني على «المواهب» : هكذا مشاه شيخنا؛ وهو خلاف الظاهر!! ولذا قال بعض المحقّقين من شرّاح «الشمائل» : كان هذا الصحابيّ رضي الله عنه من كمال محبّته للنّبيّ صلّى الله عليه وسلم كلّما رأى طرفة أعجبته اشتراها وآثره بها، وأهداها إليه على نية أداء ثمنها إذا حصل لديه، فلما عجز صار كالمكاتب؛ فرجع إلى مولاه وأبدى إليه جميع ما أولاه، فالمكاتب عبد ما بقي عليه درهم، فرجع بالمطالبة إلى سيّده. ففعله هذا جدّ حقّ؛ ممزوج بمزاح صدق. انتهى.

ووقع نحو ذلك للنّعيمان- بالتصغير- ابن عمرو بن رفاعة الأنصاري.

ذكر الزّبير بن بكّار في كتاب «الفكاهة والمزاح» :

كان لا يدخل المدينة طرفة إلّا اشترى منها، ثمّ جاء به إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلم؛ فيقول:

هذا أهديته لك، فإذا جاء صاحبه يطلب نعيمان بثمنه أحضره إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلم؛ فيقول: أعط هذا ثمن متاعه، فيقول: «أولم تهده لي؟» . فيقول: إنّه والله؛ لم يكن عندي ثمنه! ولقد أحببت أن تأكله، فيضحك ويأمر لصاحبه بثمنه.

(و) أخرج الترمذيّ في «الجامع» و «الشمائل» (عن الحسن) ؛ أي البصري، لأنه المراد عند الإطلاق في اصطلاح المحدثين، فالحديث مرسل، وظنّ بعضهم أنّه الحسن بن علي (رضي الله تعالى عنه) !! وليس كما ظنّ.

(قال) ؛ أي الحسن البصري ناقلا عن غيره (: أتت عجوز) قيل: إنّها صفيّة بنت عبد المطّلب أمّ الزّبير بن العوّام، وعمّة النبيّ صلّى الله عليه وسلم؛ ذكره ابن حجر الهيتمي وغيره، وتوقّف فيه بعضهم؛ فقال: الله أعلم بصحّته! ففي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها عند البيهقيّ: أتت خالتي وهي عجوز. وصفيّة ليست خالة عائشة؛ ذكره الزرقاني!! وقال: قلت: إن صحّ ما قالوه فسمّتها خالتها!! إكراما وتعظيما لسنّها، على العادة في تسمية المسنّة خالة، لا لكونها أخت أمّها حقيقة. انتهى كلام الزرقاني. وهو خلاف الظاهر المتبادر!! فلعل القصّة تعدّدت؛ إن ثبت تعيين صفية في رواية المتن؟! والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>