للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعلنا الله تعالى من المتّبعين له صلّى الله عليه وسلّم في شرعه القويم، وصراطه المستقيم، وحشرنا تحت لوائه، في زمرة أهل محبّته، عليه وعليهم الصّلاة والتّسليم.

لو كان حبّك صادقا لأطعته ... إنّ المحبّ لمن يحبّ يطيع

وإذا تحقّق العبد بمحبّة الله ورسوله، وصدق في متابعة أمره ونهيه؛ خشع وتأدّب ظاهرا وباطنا، لأنّ ما في الباطن يلوح على الظاهر ويعود عليه؛ لما بينهما من الارتباط، ولما أن الإنسان عمدته والمعتبر فيه هو باطنه؛ به يصلح وبه يفسد، والمحبّة تنتج الخوف، لأن مقامات اليقين مرتبط بعضها ببعض، فمن حصلت له المحبّة؛ نال من مقام الخوف والرجاء والحياء وغيرها من المقامات والأحوال قسطا وافرا، حسبما نصّ على هذا أئمة الطريق.

وإذا صحّت المتابعة لرسول الله صلّى الله عليه وسلم؛ نتج عنها بفضل الله تعالى تطهير السريرة وتنوير البصيرة، وكان عن ذلك خالص الحبّ وصفاء الودّ، والله ذو الفضل العظيم. (جعلنا الله تعالى من المتّبعين) المقتفين (له صلّى الله عليه وسلم في شرعه القويم) ، لأن التابع له واصل لسعادة الدارين، (و) في (صراطه) الصراط- بالصاد وبالسين-:

الطريق المستوي؛ أو الواضح (المستقيم) الذي لا عوج فيه، (وحشرنا) الحشر: الجمع والاجتماع من الأماكن إلى المحشر الذي هو مكان الجمع.

والاجتماع أبدا لا يكون إلّا على عظيم القوم؛ فهو سلطان ذلك اليوم العظيم (تحت لوائه) لواء الحمد، (في زمرة) ؛ أي: جماعة (أهل محبّته) ووداده (عليه وعليهم الصّلاة والتّسليم) . آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>