وكان يوم بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف وعليه إكاف.
عمر كان له حمار هرم، فنهاه بنوه عن ركوبه فأبى، فجدعوا أذنه، فأبى أن يدعه وركبه، فجدعوا الآخرى، فركبه فقطعوا ذنبه؛ فصار يركبه مجدوع الأذنين مقطوع الذنب.
قال الباجوري: وقد كان أكابر العلماء قبل زماننا هذا يركبون الحمير، واطّردت عادتهم الآن بركوب البغال. انتهى.
والآن مع ظهور هذه المخترعات الحديثة كالسيارات والطيارات؛ اكتفى النّاس بها وتركوا ركوب الدّواب إلّا قليلا.
(ويجيب دعوة العبد) وفي رواية: المملوك، فيجيبه لأمر يدعوه له؛ من ضيافة وغيرها. وروى ابن سعد: كان يقعد على الأرض، ويأكل على الأرض، ويجيب دعوة المملوك. وهذا من مزيد تواضعه صلّى الله عليه وسلم وبراءته من جميع أنواع الكبر، ولله درّ الحافظ العراقي حيث يقول:
يردف خلفه على الحمار ... على إكاف غير ذي استكبار
يمشي بلا نعل ولا خفّ إلى ... عيادة المريض حوله الملا
(وكان) راكبا (يوم بني قريظة) ، وفي رواية لأبي الشيخ: يوم خيبر ويوم قريظة والنضير، وبنو قريظة- بصيغة التصغير، والقاف والراء المهملة والظاء المشالة، ثمّ [تاء التأنيث]-: قوم من اليهود بقرب المدينة، أي: يوم الذهاب إليهم لحربهم، وكان ذلك عقب الخندق (على حمار مخطوم) في أنفه (بحبل) ؛ أي: مجعول له خطام- بكسر الخاء المعجمة- وهو: الزمام (من ليف) - بكسر اللام والفاء آخره- بشيء يتّخذ من النخل، ويفتل حبالا. (وعليه) أي: الحمار (إكاف) - بكسر الهمزة وكاف وألف وفاء آخره؛ بزنة كتاب، و [أكاف] بضمّ