في نسب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأسمائه الشّريفة وفيه فصلان (في) ذكر (نسب رسول الله صلّى الله عليه وسلم) محرّكة، واحد الأنساب، معروف، وهو: أن تذكر الرجل؛ فتقول هو فلان بن فلان، أو تنسبه إلى قبيلة؛ أو بلد؛ أو صناعة (و) في ذكر (أسمائه الشّريفة) جمع اسم؛ وهو: اللفظ الدالّ على المسمّى- بفتح الميم-. ووجه ذكر أسمائه صلّى الله عليه وسلم التي هي كالتتمة لفضائله صلّى الله عليه وسلم!! أنّ ذكر أسمائه صلّى الله عليه وسلم تعيّنه وتشخّصه، ويحصل بها معرفة تامّة به صلّى الله عليه وسلم وبأسمائه وصفاته، وبعظيم قدره عند خالقه. وقد قال في «الشفاء» : ومن خصائصه تعالى له أن ضمّن أسماءه ثناءه؛ وطوى أثناء ذكره عظيم شكره.
ومعرفته صلّى الله عليه وسلم مقصودة لذاتها. ثم معرفة أنّ له أسماء كثيرة تدلّ على عظمه، وذلك يحصّل تعظيمه ويزيد في محبّته، ثم معرفتها تفصيلا تفيد زيادة في محبّته وتعظيمه أيضا. (وفيه) أي: هذا الباب (فصلان) يأتي بيانهما: