للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأكبر الكبائر؟» ، ...

ويحتمل ذلك أمورا؛ منها: ألايجد عندهم قابليّة لما يريد إخبارهم به، لاحتمال كونهم مشغولين بشيء آخر.

ومنها: حثّهم على التفرّغ والاستماع لما يريد إخبارهم به.

ومنها: أن يكون وجد هناك سببا يقتضي التحذير بما يحذّرهم، أو الحضّ على الإتيان بما فيه صلاحهم.

(بأكبر الكبائر» ) - وفي رواية: «ألا أنبّئكم بأكبر الكبائر؟!! «ثلاثا» .

والمراد: أن المصطفى صلّى الله عليه وسلم أعاد هذه الكلمة ثلاث مرّات؛ على عادته في تكرير كلامه المفيد؛ تأكيدا لينبّه السامع على احضار قلبه وفهمه للخبر الذي يذكره- كما يأتي في وصف كلامه-.

والكبائر؛ جمع كبيرة، واختلف في تعريفها!! فقيل: ما توعّد عليه بخصوصه بنحو غضب، أو لعن في الكتاب أو السنة. واختاره في «شرح اللّبّ» للقاضي زكريا الأنصاري. وقيل: ما يوجب حدّا.

واعترض على الأوّل: بالظهار، وأكل الخنزير، والإضرار في الوصية؛ ونحو ذلك مما عدّ كبيرة؛ ولم يتوعّد عليه بشيء من ذلك.

واعترض على الثاني: بالفرار من الزحف، والعقوق، وشهادة الزور، ونحوها من كلّ ما لا يوجب حدّا؛ وهو كبيرة.

وقيل: كلّ جريمة تؤذن بقلّة اكتراث مرتكبها بالدّين ورقّة الدّيانة؛ وعليه إمام الحرمين. وهو أشمل التعاريف.

لكن اعترض عليه بأنه يشمل صغائر الخسّة؛ كسرقة لقمة، وتطفيف حبّة.

والإمام إنّما ضبط به ما يبطل العدالة من المعاصي.

قال بعض الشافعية: والتحقيق: أنّ كلّ واحد من الأوجه اقتصر على بعض أنواعها. وبمجموع الأوجه يحصل ضابطها. وقد عدّوا منها جملة مستكثرة، حتّى

<<  <  ج: ص:  >  >>