للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا كان له حاجة.. ألمّ بأهله، فإذا سمع الأذان.. وثب، فإن كان جنبا.. أفاض عليه من الماء، وإلّا.. توضّأ وخرج إلى الصّلاة.

وعن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما: أنّه بات عند ميمونة أمّ المؤمنين ...

(فإذا كان له حاجة) ؛ أي: إلى الجماع، كما يعلم من قوله (ألمّ) بالتّشديد؛ من الإلمام- (بأهله) ؛ أي: قرب من زوجته، وهو: كناية عن الجماع، يقال «ألمّ بالشيء» : قرب منه، وألمّ بالذنب: فعله، وألمّ بالقوم:

أتاهم ونزل بهم، وألمّ بالمعنى؛ إذا عرفه.

ويؤخذ من ذلك: أنّه صلى الله عليه وسلّم كان يقدّم التهجّد، ثمّ يقضي حاجته من نسائه، فإنّ الجدير به أداء العبادة قبل قضاء الشهوة. انتهى «باجوري» .

(فإذا سمع الأذان وثب) - بفتح الواو المثلاثة؛ من باب وعد: أي قام بسرعة وخفّة- (فإن كان جنبا!؟ أفاض عليه) ؛ أي: أسال على جميع بدنه (من الماء) ؛ أي: اغتسل. وأشار ب «من» التبعيضية إلى طلب تقليل الماء وتجنّب الإسراف. (وإلّا) !! بأن لم يكن جنبا (توضّأ) وضوآ جديدا، لأنّ نومه لا ينقض وضوءه، ويحتمل أنّه توضّأ لحصول ناقض غير النوم (وخرج إلى) محلّ (الصّلاة) ؛ وهو المسجد بعد ما صلّى ركعتي الفجر.

ويؤخذ من الحديث: أنّه ينبغي الاهتمام بالعبادة وعدم التكاسل بالنوم والقيام إليها بنشاط.

(و) أخرج البخاري، ومسلم، وأبو داود، والتّرمذيّ؛ في «الجامع» و «الشمائل» ، والنّسائيّ، وابن ماجه، و «الموطأ» باختلاف في بعض الألفاظ، وهذا لفظ «الشمائل» :

(عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما أنّه) ، أي: ابن عباس (بات) - أي:

رقد- في الليل (عند ميمونة) بنت الحارث الهلالية العامرية (أمّ المؤمنين)

<<  <  ج: ص:  >  >>