للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى (لا ترتج) : لا تغلق.

وعن أمّ هانئ رضي الله تعالى عنها: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل بيتها يوم فتح مكّة فاغتسل، فسبّح- أي: صلّى ...

(ومعنى «لا ترتج» ) - بضم المثناة الفوقية الأولى وفتح الثانية وتخفيف الجيم- (لا تغلق) ؛ ذكره شرّاح «الشمائل» .

(و) أخرج البخاريّ، ومسلم، و «الموطأ» ، وأبو داود، والنسائي، والترمذي في «الجامع» و «الشمائل» ، وابن ماجه- باختلاف في الألفاظ-: كلّهم

(عن أمّ هانئ) - بالهمزة-: فاختة بنت أبي طالب (رضي الله تعالى عنها؛ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكّة)

لا يعارضه رواية الشيخين وغيرهما عنها قالت: ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم عام الفتح؛ فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره بثوب ... الحديث. لاحتمال تعدّد الواقعة؛ فمرّة كان في بيتها، ومرّة ذهبت له، أو كان في بيتها في ناحية عنها وعنده فاطمة، فمجيئها له لا ينفي كونه في بيتها، وكان ذهابها إليه لشكوى أخيها عليّ، إذ أراد أن يقتل من أجارته.

لكن وقع في «الموطأ» ومسلم؛ من طريق أبي مرة؛ عن أمّ هانئ «أنّها ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلّم؛ وهو بأعلى مكة، فوجدته يغتسل» .

ويجمع بينهما بأن ذلك تكرّر منه. ويحتمل أن يكون نزل في بيتها بأعلى مكّة؛ وكانت هي في بيت آخر بمكّة، فجاءت إليه فوجدته يغتسل. فيصحّ القولان.

فعلى هذا يكون لها بيتان أحدهما كان صلى الله عليه وسلّم سكن فيه، والآخر سكناها، فالإضافة باعتبار مالكيّتها. انتهى. «جمع الوسائل ومناوي» .

(فاغتسل) أخذ منه الشافعية أنّه يسنّ لمن دخل مكة أن يغتسل أوّل يوم لصلاة الضحى؛ تأسّيا به صلى الله عليه وسلّم. (فسبّح؛ أي: صلى) ؛ من باب تسمية الكلّ باسم

<<  <  ج: ص:  >  >>