وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا دخل رجب.. قال:«اللهمّ؛ بارك لنا في رجب وشعبان، وبلّغنا رمضان» .
وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا سمع المؤذّن.. قال مثل ما يقول؛ حتّى إذا بلغ (حيّ على الصّلاة ... حيّ على الفلاح) ...
الآدميين، ولا سبب من جهتهم، فقوله «وهزم الأحزاب وحده» نفي لما سبق ذكره.
وهذا معنى الحقيقة، فإنّ فعل العبد خلق لربّه، والكلّ منه وإليه، ولو شاء الله أن يبيد أهل الكفر بلا قتال لفعل، وفيه دلالة على التفويض إلى الله تعالى واعتقاد أنّه مالك الملك، وأنّ له الحمد ملكا واستحقاقا، وأنّ قدرته تتعلّق بكلّ شيء من الممكنات.
(و) أخرج البيهقي؛ في «شعب الإيمان» ، وابن عساكر في «تاريخه» ، وأبو نعيم في «الحلية» ، وكذا البزّار- بإسناد ضعيف؛ كما تقدّم- كلّهم رووه عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال:
(كان) رسول الله (صلى الله عليه وسلّم إذا دخل رجب) أي: الشهر المسمّى بذلك الذي هو فرد من أفراد الأشهر الحرم؛ (قال) أي: النبي صلى الله عليه وسلّم:
( «اللهمّ) ؛ أي: يا الله (بارك لنا في رجب) - بالتنوين- (وشعبان) أي:
وفّقنا للأعمال الصالحة فيهما- (وبلّغنا رمضان» ) . لم يقل «ورمضان» ؛ بل زاد «وبلّغنا» !! لبعده عن أول رجب؛ كذا قاله الحفني.
قال ابن رجب: وفيه دليل على ندب الدعاء بالبقاء إلى الأزمنة الفاضلة لإدراك الأعمال الصالحة فيها، فإنّ المؤمن لا يزيده عمره إلّا خيرا.
(و) أخرج الإمام أحمد، والبزّار، والطبراني- بسند؛ قال الهيثمي: فيه عاصم بن عبيد الله، وهو ضعيف، لكن روى عنه مالك- كلّهم رووه عن أبي رافع رضي الله تعالى عنه قال:
(كان) النبي (صلى الله عليه وسلّم إذا سمع المؤذّن قال مثل ما يقول) ذلك المؤذّن، (حتّى إذا بلغ) أي: ذلك المؤذّن (حيّ على الصّلاة، حيّ على الفلاح) أي: هلمّوا