(وكرهت أن يطّلع عليه النّاس» ) ؛ أي: أماثلهم الذين يستحيا منهم كالعلماء والصلحاء، بخلاف من لا يبالى باطلاعهم، والمراد بالكراهة هنا الدينية الخارمة، فخرج العادية؛ كمن يكره أن يرى آكلا لنحو حياء أو بخل، وغير الخارمة؛ كمن يكره أن يركب بين مشاة لنحو تواضع.
وإنما كان التأثير في النفس علامة للإثم!! لأنه لا يصدر إلّا لشعورها بسوء عاقبته.
وظاهر الخبر أن مجرّد خطور المعصية إثم لوجود الدلالة ولا مخصص، وذا من جوامع الكلم. لأن البرّ كلمة جامعة لكلّ خير، والإثم جامع للشرّ. انتهى «مناوي» .
والحديث أخرجه الإمام أحمد، والبخاري في «الأدب المفرد» ، ومسلم في «الأدب» ، والترمذي في «الزهد» ؛ عن النّوّاس بن سمعان رضي الله تعالى عنه قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن الإثم والبر ... فذكره. واستدركه الحاكم فوهم، وعجيب ذهول الذهبي عنه في اختصاره.
٨٠- ( «برّوا آباءكم) ؛ أي: وأمهاتكم، وكأنّه اكتفى به عنه من قبيل سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ [٨١/ النحل] ، أو أراد بالآباء ما يشمل الأمهات تغليبا؛ كالأبوين
فإنكم إن فعلتم ذلك (تبرّكم) - بفتح الموحدة- (أبناؤكم) ؛ أي: وبناتكم، و «كما تدين تدان» . عن ثابت البناني قال: رأيت رجلا يضرب أباه في موضع؛ فقيل له ما هذا؟ فقال الأب: خلّوا عنه، فإني كنت أضرب أبي في هذا الموضع؛ فابتليت بابن يضربني في هذا الموضع.
(وعفّوا) - بكسر العين المهملة-: من عفّ يعفّ من «باب ضرب» ، يقال:
عفّ عن كذا فهو لازم؛ أي: لا تزنوا بنساء الغير (تعفّ) - بكسر العين- قال