للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابن عساكر عن كعب الأحبار: أنّ آدم أوصى ابنه شيثا فقال: أي بنيّ؛ أنت خليفتي من بعدي، فخذها بعمارة التّقوى والعروة الوثقى، ...

(وروى) الحافظ عليّ بن الحسن الدمشقي أبو القاسم (ابن عساكر) رحمه الله تعالى (عن كعب الأحبار) جمع حبر- بفتح الحاء وكسرها- وإليه يضاف كالأول لكثرة كتابته بالحبر؛ حكاه أبو عبيد، والأزهريّ؛ عن الفراء.

وقال ابن قتيبة وغيره: كعب الأحبار: العلماء؛ واحدهم حبر؛ كما في «مشارق» القاضي، و «تهذيب» النووي، و «مثلثات» ابن السيّد، والنور وغيرهم. وأغرب صاحب «القاموس» في قوله: كعب الحبر، ولا تقل «الأحبار» فإنّها دعوى نفي غير مسموعة مع مزيد عدالة المثبتين، بل إضافته إلى الجمع أقوى في المدح؛ سواء قلنا إنّه المداد، أو العلماء؛ أي: ملجؤهم. انتهى «زرقاني» وتقدّمت ترجمته رحمه الله تعالى.

(أنّ آدم) عليه الصلاة والسلام (أوصى ابنه شيثا) الذي هو أجمل أولاده وأشبههم به وأحبّهم إليه وأفضلهم، وعلّمه الله الساعات والعبادة في كلّ ساعة منها، وأنزل عليه خمسين صحيفة، وزوّجه الله أخته التي ولدت بعده؛ وكانت جميلة كأمّها حوّاء، وخطب جبريل وشهدت الملائكة، وكان آدم وليّها، ورزقه الله أولادا في حياة أبيه، وعمّر تسعمائة واثنتي عشرة سنة- وقيل: عشرين- ومات لمضيّ ألف واثنتين وأربعين سنة من هبوط آدم، ودفن في غار أبي قبيس، وكان وصيّا لآدم على أولاده، ولم يمت آدم حتّى بلغ أولاده وأحفاده أربعين ألفا، الصلبية منهم أربعون. انتهى «زرقاني؛ على «المواهب» » .

(فقال) - أي: آدم- (أي) بفتح الهمزة؛ حرف نداء للقريب أي يا- (بنيّ؛ أنت خليفتي من بعدي، فخذها) - أي: الخلافة- (بعمارة التّقوى) ؛ أي:

بعمارتك إيّاها بالتقوى فيها، بأن تقوم بحقّ الخلافة (والعروة الوثقى) : العقد

<<  <  ج: ص:  >  >>