للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣١- «رأس الدّين.. الورع» .

١٣٢- «رأس العقل بعد الإيمان بالله تعالى.. التّودّد إلى النّاس» .

١٣١- ( «رأس الدّين) ؛ أي: قوّة الدّين واستحكام قواعده الّتي بها ثباته (الورع» ) بالكفّ عن أسباب التوسّع في الأمور الدّنيويّة؛ صيانة لدينه، وحراسة لعرضه، ومروءته والمتورّع دائم المراقبة للحقّ؛ حذرا من مزج حقّ بباطل، وبذلك قوام الدّين ونظامه.

قال يحيى بن معاذ: كيف يكون زاهدا من لا ورع له!!. تورّع فيما ليس لك ثمّ ازهد فيما لك!

والحديث ذكره في «الجامع الصغير» مرموزا له برمز ابن عديّ؛ عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. وفي «العزيزي» إنّه حديث حسن لغيره.

١٣٢- ( «رأس العقل) ؛ أي: ثمرة العقل الكامل (بعد الإيمان بالله تعالى:

التّودّد إلى النّاس» ) ؛ أي: التسبّب في محبّة النّاس له؛ ولو عدوّا بالبشر، والطلاقة، والهداية، والإحسان، والزّيادة، ولا يكون قصده ذلك؛ أي المحبة؛ بل الأكمل أن يقصد بالتودّد القيام بحقّهم، وإن ترتب عليه محبتهم له وتعظيمه، لكنّه يكون في غاية الحذر من العدوّ باطنا، وربما كان إكرامه والتودّد إليه سببا في انقلاب عداوته محبّة. قال الشاعر:

إلق العدوّ بوجه باسم طلق ... واجعل له في الحشا جيشا يحاربه

والحديث ذكره في «كشف الخفاء» ، وقال: رواه البيهقيّ في «الشعب» والعسكريّ والقضاعيّ عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه، ورواه أبو نعيم؛ عن أنس وعليّ.

ورواه البيهقيّ؛ عن علي بن زيد مرسلا، وزاد فيه: «وما يستغني رجل عن مشهورة، وإنّ أهل المعروف في الدّنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإنّ أهل

<<  <  ج: ص:  >  >>