وإذا لم يجد بنفسه عيبا! فليعلم أن ظنّه بنفسه أنّه عري من كلّ عيب جهل بنفسه، وهو من أعظم العيوب.
ومن علامة بعد العبد عن حضرة ربّه نسيان عيوبه ونقائصه؛ وذلك لأنّ حضرة الحقّ نور، وشأن النّور أن يكشف عن الأشياء بخلاف الظلام!!
والحديث ذكره في «الجامع الصغير» و «كشف الخفاء» وقالا: رواه الدّيلمي؛ عن أنس مرفوعا، وتمامه:«وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السّنّة؛ ولم يعدل عنها إلى البدعة» .
ورواه العسكريّ عنه أيضا، وعدّه من الحكم والأمثال.
ورواه أيضا أبو نعيم من حديث الحسين بن علي، قال الحافظ العراقي: وكلّها ضعيفة، قال في التمييز: وأخرجه البزّار؛ عن أنس مرفوعا بإسناد حسن. انتهى.
١٥٠- ( «طوبى لمن طال عمره وحسن عمله» ) . قاله جوابا لمن سأل: أيّ النّاس خير؟ و «طوبى» كلمة إنشاء؛ لأنّها دعاء، معناها: أصاب الخير من طال عمره وحسن عمله. وكان الظّاهر أن يجاب بقوله «من طال» . فالجواب من الأسلوب الحكيم؛ أي: غير خاف أنّ خير النّاس من طال عمره وحسن عمله.
قال القاضي: لما كان السّؤال عمّا هو غيب لا يعلمه إلّا الله؛ عدل عن الجواب إلى كلام مبتدأ، ليشعر بأمارات تدلّ على المسؤول عنه؛ وهو طول العمر مع حسن العمل، فإنّه يدلّ على سعادة الدّارين والفوز بالحسنيين.
قال الإمام علي بن أبي طالب: موت الإنسان بعد أن كبر وعرف ربّه خير من موته طفلا بلا حساب في الآخرة. ذكره الطيبي. انتهى مناوي؛ على «الجامع» .
قال العجلوني في «كشف الخفاء» : ومفهوم الحديث أنّ شرّ النّاس من طال عمره وقبح عمله، وهو كذلك.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» في «كتاب المرضى» أحاديث