بذلك: أنّ بني آدم يختلفون باختلاف أصلهم، فمن كان أصله شريفا أعقب مثله، وسرى طيب عرقه لفرعه، ومن كان دون ذلك؛ كان عقبه مثله، ومن كان خبيثا كان فرعه خبيثا، فهم يختلفون بحسب الطّباع؛ كالمعادن، وهم من الأرض كما إنّ المعادن منها؛ وفيها الطّيب والخبيث، فإنّ منها ما يستعدّ للذّهب الإبريز، ومنها ما يستعد للفضّة، ومنها ما يستعد لغير ذلك، ومنها ما يحصل منه بكدّ وتعب كثير شيء يسير، ومنها ما هو بعكس ذلك، ومنها ما لا يحصل منه شيء أصلا؛ فكذلك بنو آدم، منهم من لا يعي ولا يفقه، ومنهم من يحصل له علم قليل بسعي طويل، ومنهم من أمره عكس ذلك، ومنهم من يفاض عليه من حيث لا يحتسب؛ كما هو معلوم في كثير من الأولياء والصّالحين والعلماء العاملين. انتهى شرح ملّا علي قاري على «الشفا» .
والحديث أخرجه أبو داود الطيالسي، وابن منيع، والحارث، والبيهقي؛ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وتمامه:«خيارهم في الجاهليّة خيارهم في الإسلام إذا فقهوا» ؛ قاله في «كشف الخفا» .
وفي «الشهاب الخفاجي» ؛ على «الشفاء» : رواه الشيخان؛ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وتمامه:«النّاس معادن كمعادن الذّهب والفضّة؛ خيارهم في الجّاهليّة خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، أو «الأرواح جنود مجنّدة؛ ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف» . انتهى.
٢٥٥- ( «نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد» ) ؛ ذكره المناوي في «كنوز الحقائق» مرموزا له برمز الدّيلمي في «الفردوس» .
٢٥٦- ( «نحن بنو عبد المطّلب سادات أهل الجنّة» ) أي: كبراؤهم وأشرافهم، والحديث ذكره المناوي في «كنوز الحقائق» مرموزا له برمز الدّيلمي