ومعنى (اقتمح) أي: استفّ. و (الشّونيز) : الحبّة السّوداء.
وكان صلّى الله عليه وسلّم يشرب العسل بالماء على الرّيق.
وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا أصابه رمد، أو أحدا من أصحابه.. دعا بهؤلاء الكلمات: ...
لا يذكرون فيها السّكّر البتّة. انتهى «مناوي» .
(ومعنى اقتمح) - بالقاف فالمثنّاة الفوقيّة، فميم بعدها حاء مهملة- (أي:
استفّ) أي: أخذ الدواء غير ملتوت. وكلّ دواء يؤخذ غير معجون؛ فهو سفوف، - بفتح السّين-.
(و) معنى (الشّونيز) - بالشّين المعجمة المضمومة- هو (الحبّة السّوداء) المعروفة. وبعض النّاس يسمّيها قحطة.
(و) في «زاد المعاد» : (كان) النّبيّ (صلى الله عليه وسلم يشرب العسل) ؛ أي: عسل النّحل، إذ هو المراد لغة وطبّا (بالماء) أي: الممزوج بالماء البارد (على الرّيق) .
قال ابن القيّم: وفي هذا من حفظ الصّحّة ما لا يهتدي إلى معرفته إلّا أفاضل الأطبّاء، فإنّ شربه ولعقه على الرّيق يذيب البلغم، ويغسل خمل المعدة، ويجلو لزوجتها، ويدفع عنها الفضلات، ويسخّنها باعتدال، ويفتح سددها «١» .
والماء البارد رطب يقمع الحرارة، ويحفظ على البدن رطوباته الأصليّة، ويردّ عليه بدل ما تحلّل منها، ويرقّق الغذاء، وينفذه في العروق. أي: فجمعه مع العسل غاية في التّعديل، وإنّما يضرّ بالعرض لصاحب الصّفراء!! لحدّته وحدّة الصّفراء.
فربّما هيّجها فدفع ضرره لصاحبها بالخلّ. انتهى. مع زيادة من الزّرقاني.
(و) أخرج ابن السّنيّ في «الطّبّ النّبويّ» ، والحاكم في «الطّبّ» بسند فيه ضعفاء- كما قال الذّهبيّ-؛ عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه؛ قال: (كان) رسول الله (صلى الله عليه وسلم إذا أصابه رمد) - بفتح الرّاء والميم: وجع عين- (أو) أصاب (أحدا من أصحابه؛ دعا بهؤلاء الكلمات) ؛ أي: لنفسه؛ أو لغيره. لكن يأتي
(١) بضمّ السين المهملة- جمع سدّة، كغرفة وغرف؛ وهي الحاجز بين الشيئين. (هامش الأصل) .