قالت: وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا اشتكى أحد من أهله.. لم تزل البرمة على النّار حتّى ينتهي أحد طرفيه- يعني: يبرأ- أو يموت.
وعنها أيضا: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا قيل له: إنّ فلانا وجع.. لا يطعم الطّعام، قال:«عليكم بالتّلبينة، فأحسوه إيّاها» ، ويقول:«والّذي نفسي بيده؛ إنّها ...
كاللّبن، ويشرب، لا سيّما دقيق الشّعير، فإنّه بارد.
وهذا من الطّبّ النّبويّ الّذي لا شكّ فيه، وإنّما يكون التّخلف من سوء حال المستعمل. انتهى «حفني» .
(قالت) ؛ أي: عائشة (: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى) ؛ أي: مرض (أحد من أهله لم تزل البرمة) - بضمّ الموحّدة، وسكون الرّاء: إناء- (على النّار حتّى ينتهي أحد طرفيه. يعني:) أنّهم كانوا يحرصون على هذا الطعام دائما لخفّته على المريض مع تغذيته، وعدم الإضرار به إلى أن (يبرأ) من مرضه، (أو يموت) إذا انقضى أجله.
(و) أخرج الإمام أحمد وابن ماجه والحاكم وصحّحه، وأقرّه الذّهبي، كلّهم؛ (عنها) ؛ أي: عائشة رضي الله تعالى عنها (أيضا) قالت:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قيل له: إنّ فلانا وجع) - بكسر الجيم، أي-: مريض (لا يطعم الطّعام؟ قال: «عليكم بالتّلبينة) - بفتح فسكون-: حساء يعمل من دقيق، أو نخالة، فيصير كاللّبن بياضا ورقّة، وقد يجعل فيه عسل. وسمّيت بذلك!! تشبيها باللّبن لبياضها ورقّتها (فأحسوه) ؛ أي: أشربوه وأطعموه (إيّاها» ) لأنّها غذاء فيه لطافة، سهل التّناول للمريض، فإذا استعمله اندفعت عنه الحرارة الجوعيّة، وحصلت له القوّة الغذائيّة بغير مشقّة. انتهى «مناوي» .
(ويقول) ؛ أي: النّبيّ صلى الله عليه وسلم (: «والّذي نفسي بيده؛ إنّها) ؛ أي: التّلبينة