للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا تعذّبوا صبيانكم بالغمز من العذرة» .

وفي «السّنن والمسند» عن جابر بن عبد الله قال: دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على عائشة رضي الله تعالى عنها- وعندها صبيّ يسيل منخراه دما- فقال: «ما هذا؟» ، قالوا: به العذرة، أو: وجع في رأسه، ...

وقال القرطبّي: البحريّ الأبيض أحد نوعي العود الهندي- كما تقدّم-.

(ولا تعذّبوا صبيانكم) ؛ أي: أطفالكم (بالغمز) - بالغين المعجمة، والزّاي آخره- بأن يدخل أحدكم نحو الإصبع في حلق الطّفل، ويغمز محلّ الوجع؛ فينفجر منه دم أسود (من العذرة) - بضمّ المهملة، وسكون المعجمة-: وجع في الحلق يعتري الأطفال غالبا. وقيل: قرحة تخرج بين الأذن والحلق، سمّيت به!! لأنها تخرج عند طلوع العذراء؛ كوكب تحت الشّعراء، وطلوعها يكون في الحرّ.

والمراد عالجوا العذرة بالقسط، بأن يسحق ويجعل في زيت، ويسخّن يسيرا على النّار، ويسقى الطّفل، ولا تعذّبوهم بالغمز، لأنّ مادّة العذرة دم يغلب عليه بلغم. وفي القسط تخفيف للرّطوبة، فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن الغمز وأرشدهم إلى ما هو أنفع للأطفال. وأسهل عليهم.

(وفي «السّنن والمسند» ) للإمام أحمد؛ (عن جابر بن عبد الله) بن عمرو بن حرام الأنصاريّ رضي الله تعالى عنهما (قال:

دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله تعالى عنها- وعندها صبيّ) صغير (يسيل منخراه) ؛ تثنية منخر، وفيه خمس لغات نظمها بعضهم؛ فقال:

افتح لميم منخر وخائه ... واكسرهما، وضمّ أيضا معلنا

وزد كمجلس وعصفور وقل ... خمس ب «قاموس» أتت فأتقنا

(دما، فقال:

«ما هذا؟» ) الّذي بهذا الصّبيّ. (قالوا: به العذرة، أو وجع في رأسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>