قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:«نحن معاشر الأنبياء لا نورث؛
وفي الباب عن حذيفة؛ أخرجه أبو موسى في كتاب له اسمه «براءة الصدّيق» ؛ من طريق فضيل بن سليمان؛ عن أبي مالك الأشجعي؛ عن ربعي عنه. وهذا إسناد حسن. انتهى كلام الحافظ ابن حجر في «التلخيص» .
(قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «نحن) - نقل الزرقاني؛ في «شرح المواهب» عن الحافظ ابن حجر ما نصّه: والحاصل أنه لم يوجد بلفظ «نحن» ووجد بلفظ «إنّا» ، ومفادهما واحد، فلعل من ذكره ذكره بالمعنى؛ وهو في «الصحيحين» ؛ عن أبي بكر رضي الله عنه، سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول:«لا نورث، ما تركنا صدقة» .
بحذف «إنّا» . وكذا في «السنن الثلاث» . انتهى-
(معاشر الأنبياء) نصب على الاختصاص؛ أو المدح. والمعشر: كلّ جمع أمرهم واحد، فالإنس معشر، والجن معشر، والأنبياء معشر؛ وهو معنى قول جمع: المعشر، الطائفة الذين يشمهلم وصف.
(لا نورث) - بضم النون وسكون الواو وفتح الراء- قال القرطبي: جميع رواة هذه اللفظة في «الصحيحين» وغيرهما يقولون «لا نورث» بالنّون، وهي نون جماعة الأنبياء؛ أي: ما تركناه إنّما نتركه صدقة، لا يختصّ به الورثة.
والمراد: المال وما في حكمه؛ فلا يعارضه قوله فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (٥) يَرِثُنِي [٥- ٦/ مريم] الآية؛ ولا وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ [١٦/ النمل] !! لأنه وارثه نبوّة وعلما.
وليس لك أن تقول معنى «لا نورث» من النّبوة!! لأنّ الصّحابة فهموا أنّ المراد المال، وهم أعلم بالحال، فلا مجال لهذا الاحتمال.
قال في «جمع الوسائل» : والحكمة في أنّ الأنبياء لا يورثون: ١- أن لا يتمنّى بعض الورثة موتهم؛ فيهلك. و ٢- ألايظنّ بهم أنّهم راغبون في الدنيا ويجمعون المال لورثتهم. و ٣- ألايرغب الناس بجمعها؛ بناء على ظنّهم أن