الأوّل: استعاذات. والثّاني: دعوات. معتبرا أوّل الحديث:
إن كان استعاذة.. جعلته في القسم الأوّل، وإن كان دعاء..
جعلته في القسم الثّاني، ...
القسم (الأوّل: استعاذات) جمع «استعاذة» ، وهي مصدر «استعاذ» ، بزيادة السّين والتّاء اللّتين هما للطّلب؛ والاستعاذة؛ والتعوّذ، وما تصرّف منها كلّها معناها واحد: وهو الالتجاء والاعتصام.
(و) القسم (الثّاني: دعوات) - بفتح الدّال، والعين، المهملتين- جمع دعوة- بفتح أوّله-: مصدر يراد به الدّعاء، وهو هنا السّؤال، يقال: دعوت الله، أي: سألته.
وفي «شرح الأسماء الحسنى» للقشيري ما ملخّصه:
الدّعاء جاء في القرآن على وجوه:
١- منها العبادة؛ نحو وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ [١٠٦/ يونس] .
و٢- منها الاستعانة؛ نحو وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ [٢٣/ البقرة] .
و٣- منها السّؤال؛ نحو ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [٦٠/ غافر] .
و٤- منها القول؛ نحو دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ [١٠/ يونس] .
و٥- منها النّداء؛ نحو يَوْمَ يَدْعُوكُمْ [٥٢/ الإسراء] .
و٦- منها الثّناء؛ نحو قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ [١١٠/ الإسراء] . انتهى.
(معتبرا) ؛ أي: مراعيا في كونها دعوة؛ أو استعاذة (أوّل الحديث) ، أي:
الحرف الأول منه.
(إن كان) أوّل الحديث (استعاذة؛ جعلته في القسم الأوّل) ، أي: قسم الاستعاذات؛ ولو كان مشتملا على دعاء بعد الاستعاذة، فإنّ الاعتبار إنّما هو بأوّل الحديث.
(وإن كان) أوّل الحديث (دعاء؛ جعلته في القسم الثّاني) أي: قسم الدّعوات.