للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهي خارجة عن العدد المذكور.

رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة: ١٢٧] .

رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ...

رواه الإمام أحمد، ومسلم، وأبو داود؛ عن عائشة رضي الله تعالى عنها.

قال البيضاوي: أي: خلقه كان جميع ما حصل في القرآن، فإنّ كلّ ما استحسنه وأثنى عليه ودعا إليه قد تحلّى به صلى الله عليه وسلم؛ وكلّ ما استهجنه ونهى عنه تجنّبه وتخلّى عنه، فكأنّ القرآن بيان خلقه. انتهى.

(وهي) ، أي: الدّعوات القرآنية (خارجة) ؛ أي: زائدة (عن العدد المذكور) ؛ أي: غير داخلة في حساب السّبعين حديثا.

* قال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة (رَبَّنا) ؛ أي: يا ربنا (تَقَبَّلْ مِنَّا) ما عملنا لك، وتقبّل طاعتنا إياك وعبادتنا لك (إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ) لدعائنا (الْعَلِيمُ) بنيّاتنا، وهذا وإن كان واردا في بناء إبراهيم الكعبة؛ لكنّه يطلب الإتيان به بعد كلّ عمل صالح يفعله المسلم.

قال الإمام النوويّ في «الأذكار» : يستحبّ لمن دفع زكاة، أو صدقة، أو نذرا، أو كفارة أو نحو ذلك، أن يقول رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧) [البقرة] . فقد أخبر الله سبحانه وتعالى بذلك عن إبراهيم وإسماعيل صلّى الله عليهما وسلم، وعن امرأة عمران. انتهى.

* وقال تعالى في سورة البقرة أيضا (رَبَّنا) يا ربنا (آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) نعمة؛ كالعافية، والزّوجة الحسنة، والدّار الواسعة، وغير ذلك مما يعين على الدّار الآخرة؛ فكلّ أمر في الدّنيا يوافق الطّبع ويعين على الدّار الآخرة فهو من حسنات الدنيا (وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً) هي الجنّة؛ أي: دخولها بسلام، بحيث يموت على الإسلام، ولا يلحقه حساب ولا عذاب، ويرى وجه الله الكريم. وهذا أحسن ما فسّر به حسنة الدّنيا والآخرة، وهو معنى قوله في الحديث

<<  <  ج: ص:  >  >>