وتعصمني بها من كلّ سوء.
اللهمّ؛ أعطني إيمانا ويقينا ليس بعده كفر، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدّنيا والآخرة.
اللهمّ؛ إنّي أسألك الفوز في القضاء، ونزل الشّهداء، وعيش السّعداء، والنّصر على الأعداء.
الأعمال الصالحة؛ إذا حصل لي عنها فتور أسألك أن تردّها عليّ.
(وتعصمني) ؛ أي: تمنعني وتحفظني (بها من كلّ سوء) ؛ بأن تصرفني عنه وتصرفه عنّي. وطلب ذلك صلى الله عليه وسلم مع أنّه ثابت له بالنصّ!! إظهارا للعبودية الدالّة على افتقار العبد للطلب من مولاه.
(اللهمّ؛ أعطني إيمانا ويقينا ليس بعده كفر) ؛ أي: جحد لدينك، فإنّ القلب إذا تمكّن منه نور اليقين انزاحت عنه ظلمات الشكوك، واضمحلّت منه غيوم الريب. (ورحمة) ؛ أي: عظيمة جدّا بحيث (أنال بها شرف كرامتك) ؛ أي:
إكرامك لي (في الدّنيا) ؛ بأن أقوم بحقوقك وحقوق العباد. (والآخرة) ؛ بأن أنال النعيم الدائم. والمراد علوّ القدر في الدارين، ورفع الدرجات فيهما.
(اللهمّ؛ إنّي أسألك الفوز) باللّطف (في القضاء، ونزل) - بضم النون والزاي- (الشّهداء) ؛ أي: منزلتهم في الجنة، أو درجتهم في القرب منك؛ لأنّه محل المنعم عليهم. وهو وإن كان أعظمهم منزلة وأعلى منهم مرتبة؛ لكنه ذكر للتشريع لأمّته.
(وعيش) ؛ أي: حياة (السّعداء) في الآخرة، (والنّصر على الأعداء) في الدين؛ بالظفر بهم وقمعهم ليزول ظلمهم عن العباد.
قال المناوي: النصر من الله معونة الأنبياء والأولياء وصالحي العباد بما يؤدّي إلى صلاحهم؛ عاجلا وآجلا، وذلك يكون؛ تارة ١- من خارج بمن يقيضه الله