لاتّباع هديه وسنّته، ووسيلة إلى تعظيم شرعه وملّته، تعظيم الشريعة واحترامها وسيلة إلى العمل بها والوقوف عند حدودها، والعمل بها وسيلة إلى السعادة الأبديّة والسيادة السرمدية، والفوز برضا ربّ العالمين؛ الذي هو غاية رغبة الراغبين، ونهاية آمال المؤمّلين.
ولمّا كان كتاب «وسائل الوصول إلى شمائل الرسول» من أجلّ ما ألّف في محاسن قطب الوسائل ومنبع الفضائل؛ الحائز لكل المفاخر الفاخرة، وسيّد أهل الدنيا والآخرة، فإنه جمع شمل شمائل سيّد الأنام؛ من متفرقات كتب علماء الإسلام، ورتّبها أحسن ترتيب ونظمها أحسن نظام؛ بحيث إنّ مطالع هذا الكتاب كأنه يشاهد طلعة ذلك الجناب، ويرى محاسنه الشريفة في كل باب.
دعاني حبّ سيّد الأحباب إلى وضع تعليقات على هذا المجموع المستطاب؛ تكون مرجعا لي في تفهّم عبارته عند إقرائه وقراءته؛ راجيا أن أفوز بقسط من التعلّق بجناب الرسول الأعظم، وأن أكون معدودا من جملة خادميه وحزبه؛ صلّى الله عليه وسلّم، وأن أنخرط في سلك المحبّين لسيّد المرسلين، وأن أدلي بدلوي معهم في بحر فضل خاتم النبيين، إذ الخوض في جداول بحاره يكسب الإنسان شرفا وفخرا، والتعلّق بشيء من أسبابه فيه سعادة الدنيا والأخرى، مستمدّا ذلك مما كتبه الأئمة الأعلام على أصوله المأخوذة من دواوين الإسلام، ك «حاشية الباجوري» ، وشروح «المواهب» ، و «الإحياء» ، و «الجامع الصغير» ، وقليلا ما عرّجت على غيرها ك «شرح القاموس» ، و «نهاية» ابن الأثير؛ معتمدا عليها في عزو الأحاديث ومالها من تفسير، وربّما تصرّفت في النزر النادر بالتقديم والتأخير، أو راجعت لتخريج الأحاديث من الأمهات وغيرها وذلك شيء يسير، وسمّيته:
«منتهى السّول على وسائل الوصول إلى شمائل الرّسول»
وأنا أسأل الله العظيم، ربّ العرش الكريم؛ أن يجعله سببا لمحبّته ومحبّة رسوله الرؤوف الرحيم، وأن ينفعني والمسلمين به كما نفع بأصله الأصيل، وأن يتقبّله مني ويعفو به عني، وهو حسبي ونعم الوكيل.
قال المصنف- رحمه الله تعالى- في ذيل كتابه «وسائل الوصول» :