قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد، فأتاه أبو بكر، فقال:«ما جاء بك يا أبا بكر؟» ، قال: خرجت ألقى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنظر في وجهه، والتّسليم عليه، ...
ورواه مالك عنه في «الموطأ» بلاغا والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم؛ عن عمر بن الخطاب، وابن حبان عن ابن عباس، وابن مردويه عن ابن عمر، والطبراني عن عبد الله بن مسعود، وفي سياقهم اختلاف بالزيادة والنقص.
(قال) - أي- أبو هريرة رضي الله تعالى عنه؛ كما «في الشمائل» :
(خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم) أي: من بيته إلى المسجد، أو إلى غيره (في ساعة لا يخرج فيها) ؛ أي: لم تكن عادته الخروج فيها، (ولا يلقاه فيها أحد) أي:
باعتبارها عادته.
وهذه الساعة يحتمل أن تكون من الليل وأن تكون من النهار!!
ويعيّن الأول ما في مسلم أنه صلّى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر؛ فقال:«ما أخرجكما من بيوتكما هذه السّاعة؟» . قالا: الجوع يا رسول الله.
قال:«وأنا والّذي نفسي بيده أخرجني الّذي أخرجكما!! قوما» . فقاما معه، فأتوا رجلا من الأنصار، وهو أبو الهيثم بن التّيّهان. انتهى.
وفي شرح ملّا علي قاري على «الشمائل» ما يعيّن الثاني، وهو ما روي عن جابر: أصبح رسول الله صلّى الله عليه وسلم ذات يوم جائعا فلم يجد عند أهله شيئا يأكله، وأصبح أبو بكر جائعا ... الحديث.
ولعل ذلك تعدّد فمرة كان ليلا ومرة كان نهارا!.
(فأتاه أبو بكر، فقال:«ما جاء بك يا أبا بكر؟!» ) أي: ما حملك على المجيء؟
(قال: خرجت ألقى رسول الله) أي: حال كوني أريد أن ألقى رسول الله (صلى الله عليه وسلم وأنظر في وجهه) أي: وأريد أن أنظر في وجهه الشريف، (والتّسليم عليه)