وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: ما شبع آل محمّد صلّى الله عليه وسلّم من خبز الشّعير يومين متتابعين ...
عدم وجدانهم، (عشاء) - بفتح العين المهملة والشين المعجمة والمدّ- هو:
ما يؤكل آخر النّهار الصادق؛ بما بعد الزوال.
والمراد بأهله عياله الذين في نفقته.
وفي «المغرب» : أهل الرّجل؛ امرأته وولده، والذين في عياله، ونفقته، وكذا كل أخ وأخت، وعمّ وابن عمّ وصبيّ يقوته في منزله. انتهى.
وكان صلّى الله عليه وسلم لشرف نفسه، وفخامة منصبه؛ يبالغ في ستر ذلك عن أصحابه؛ وإلّا فكيف يظنّ عاقل أنه يبلغهم أنه يبيت طاويا، هو وأهل بيته اللّيالي المتتابعة، مع ما عليه طائفة منهم من الغنى؛ بل لو علم فقراؤهم- فضلا عن أغنيائهم- ذلك لبذلوا الجهد في تقديمه، هو وأهل بيته، على أنفسهم واستبقوا على إيثاره!!؟
وهذا يدلّ على فضل الفقر والتجنّب عن السؤال مع الجوع.
(وكان أكثر خبزهم خبز الشّعير) أي: وقد يكون خبزهم خبز البرّ مثلا.
(و) أخرج الترمذي في «الشمائل» ؛ (عن) أمّ المؤمنين (عائشة رضي الله تعالى عنها؛ أنّها قالت: ما شبع آل محمّد صلّى الله عليه وسلم) - هم هنا: عياله الّذين في مؤونته، لا من تحرم عليهم الصّدقة. وما يأكله عياله يسمّى خبزه، ومنسوب له؛ فالخبر مطابق للترجمة.
ويحتمل أن لفظ «آل» مقحم، والمراد هو!! ويؤيده الرواية الآتية: ما شبع رسول الله صلّى الله عليه وسلم الخ (من خبز الشّعير يومين متتابعين) . خرج بقوله «خبز الشعير» خبز البر. ففي رواية البخاري عن عائشة: ما شبع آل محمّد صلّى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة، من طعام برّ ثلاث ليال تباعا حتّى قبض!!