(واستحال) أي: صار (إنسانا) حقيقيّا (بعد أن كان) إنسانا صوريّا يشبه في أخلاقه (ثعبانا) ، وهو: الحية الضخمة الطويلة تصيد الفأر، (وصار حبيبا بعد أن كان ذيبا) ؛ أي: كالذيب في الخبث والدّهاء.
(فهذا؛ وأمثاله من شواهد مكارم أخلاقه صلّى الله عليه وسلم أطمعني) ، أي: جعلني طامعا (بإمكان قبولي في جملة خدمه) المشتغلين بنشر محاسنه ونصرة دينه، (ودخولي في عداد) - بكسر العين المهملة: المثل- (حشمه) - بفتح أوّليه للواحد والجمع- وهم خاصّة الرجل الذين يغضبون له من أهل وعبيد أو جيرة؛ إذا أصابه أمر. وفي «الصحاح» : حشم الرجل: خدمه ومن يغضب له. سمّوا بذلك!! لأنهم يغضبون له. انتهى.
(ولا يبعد عن سعة كرم الله تعالى أن يهب لي) أي: يعطيني (إكراما لرسوله) مفعول لأجله- (فوق) - أي: زيادة على- (ما أمّلته) ؛ أي: رجوته (من الرّضا والقبول) بيان ل «ما» .