للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله صلّى الله عليه وسلّم النّقيّ يعني: الحوّارى؟

فقال سهل: ما رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم النّقيّ حتّى لقي الله عزّ وجلّ.

فقيل له: هل كانت لكم مناخل على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: ما كانت لنا مناخل.

أي: قال بعضهم له على وجه الإستفهام: أأكل (رسول الله صلّى الله عليه وسلم النّقيّ؟) - بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياء- أي: الخبز المنقّى من النّخالة، أي: المنخول دقيقه.

وأما النّفي بالفاء: فهو ما ترامت به الرحى؛ كما قاله الزمخشري.

(يعني) أي: يريد سهل بالنقي (الحوّارى) تفسير من الراوي أدرجه في الخبر. وهو- بضمّ الحاء المهملة وتشديد الواو وفتح الراء، وفي آخره ألف تأنيث مقصور-: ما حوّر من الدّقيق بنخله مرارا، فهو خلاصة الدقيق وأبيضه، وكل ما بيض من الطعام كالأرز. وقصره على الأول تقصير.

(فقال سهل: ما رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلم النّقيّ) ، أجابه بنفي الرؤية مع أن السؤال عن الأكل! لأنّه يلزم من نفي رؤيته نفي أكله. وإنما عدل عن نفي الأكل!! لأن نفي الرؤية أبلغ. أي: ما رآه فضلا عن أكله (حتّى لقي الله عزّ وجلّ) أي: حتى فارق الدّنيا، لأن الميت بمجرّد خروج روحه تأهّل للقاء ربه، إذ الحائل بين الله وبين العبد هو التعلقات الجسمانية، فبعد قطعها يلاقيه؛ إمّا بصفاته الجلالية، أو الجمالية.

(فقيل له) أي لسهل (: هل كانت لكم) معشر الصحابة من المهاجرين والأنصار (مناخل) جمع منخل- بضم الميم والخاء المعجمة- وهو: اسم آلة على غير قياس، إذ القياس كسر الميم وفتح الخاء (على عهد) أي: في زمن (رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟)

(قال) أي سهل (: ما كانت لنا مناخل) أي: في عهده صلّى الله عليه وسلم وزمانه ليطابق

<<  <  ج: ص:  >  >>