للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقمن صلبه، فإن غلبت الآدميّ نفسه.. فثلث للطّعام، وثلث للشّراب، وثلث للنّفس» .

قال القرطبيّ: ...

قاله الغزالي. وفي رواية: «أكلات» بفتح الهمزة والكاف؛ جمع أكلة- بالضمّ- وهي: اللّقمة. أي: يكفيه هذا القدر في سدّ الرّمق، وإمساك القوّة، ولذا قال:

(يقمن صلبه) أي: ظهره! تسمية للكلّ باسم جزئه، إذ كلّ شيء من الظهر فيه فقار، فهو صلب كناية عن أنّه لا يتجاوز ما يحفظه من السقوط، ويتقوّى به على الطّاعة.

(فإن غلبت الآدميّ نفسه) وفي رواية «فإن كان لا محالة» ؛ (فثلث للطّعام، وثلث) يجعله (للشّراب) ؛ أي: المشروب (وثلث للنّفس» ) - بفتحتين- وفي رواية: لطعامه.. لشرابه.. لنفسه. بالضمير في الثلاثة، وهذا غاية ما اختير للأكل، وهو أنفع للبدن والقلب، فإن البدن إذا امتلأ طعاما؛ ضاق عن الشّراب، فإذا ورد عليه الشّراب ضاق عن النّفس، وعرض الكرب والثّقل.

وقسم إلى الثلاثة!! لأن الإنسان فيه أرضي، ومائي، وهوائي، وترك الناري! لأنّه ليس في البدن جزء ناري، كما قاله جمع من الأطباء؛ قاله ابن القيّم الحنبلي رحمه الله تعالى.

(قال) العلامة الإمام الشّيخ محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح- بإسكان الراء والحاء المهملة- الأنصاري الأندلسي أبو عبد الله (القرطبيّ) المفسّر:

كان من عباد الله الصّالحين، والعلماء العارفين الورعين؛ الزاهدين في الدنيا، المشغولين بما يعنيهم من أمور الآخرة، أوقاته معمورة ما بين توجّه، وعبادة، وتصنيف؛

جمع في تفسير القرآن كتابا كبيرا في اثني عشر مجلدا؛ سماه كتاب «جامع أحكام القرآن المبيّن لما تضمن من السنّة وآي القرآن» وهو من أجلّ التفاسير!

<<  <  ج: ص:  >  >>