قال الطيبي: ذكر نعما أربعا: الإطعام، والسّقي؛ والتّسويغ، ومكان الخروج؛ فإنّه خلق الأسنان للمضغ، والرّيق للبلع؛ وجعل المعدة مقسما للطّعام، ولها مخارج، فالصّالح منه ينبعث إلى الكبد، وغيره يندفع في الأمعاء، كلّ ذلك فضل ونعمة يجب القيام بواجبها؛ من الشّكر بالجنان، والبثّ باللّسان، والعمل بالأركان.
(و) أخرج التّرمذي في «الشّمائل»(عن أبي أيّوب) ؛ خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار (الأنصاريّ) ، الخزرجي النّجاري، المدني الصّحابي الجليل:
شهد العقبة وبدرا وأحدا والخندق وبيعة الرّضوان وجميع المشاهد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ونزل عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلم حين قدم المدينة مهاجرا، وأقام عنده شهرا حتى بنيت مساكنه ومسجده.
روي له عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم مائة وخمسون حديثا؛ اتّفق البخاري ومسلم على سبعة منها، وانفرد البخاري بحديث، ومسلم بخمسة.
وروى عنه خلق كثير من الصّحابة والتابعين؛ منهم البراء بن عازب، وجابر بن سمرة، وأبو أمامة الباهلي، وابن عباس، وسعيد بن المسيب، وسالم بن عبد الله بن عمر. وعروة بن الزّبير. وخرّج له السّتّة، وكان مع علي في حروبه كلّها.
ومات بأرض الروم غازيا سنة: إحدى وخمسين مع يزيد بن معاوية. لما أعطاه أبوه القسطنطينية؛ خرج معه فمرض، فلما ثقل عليه المرض؛ قال لأصحابه: إذا أنا متّ فاحملوني، فإذا صاففتم العدوّ فادفنوني تحت أقدامكم، ففعلوا ودفنوه قريبا من سورها.
وقبره بالقسطنطينيّة معروف إلى اليوم، والنّاس يعظّمونه ويستشفون به؛