للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الباجوريّ: (قوله: (النّبيذ) - أي: المنبوذ فيه- وهو:

ماء حلو يجعل فيه تمرات ليحلو.

وكان ينبذ له صلّى الله عليه وسلّم أوّل اللّيل، ويشرب منه إذا أصبح يومه ذلك وليلته الّتي يجيء، والغد إلى العصر، فإن بقي منه شيء.. سقاه الخادم إن لم يخف منه إسكارا، وإلّا.. أمر بصبّه، وهو له نفع عظيم في زيادة القوّة) انتهى.

اهتماما بها؛ لكونها أفضل المشروبات، أو لأنّه إنّما سقاه الأربعة.

وسمّاها كلّ الشراب!! لأنّها أشهر أنواعه، أو لكثرة تناولها.

(قال) العلّامة شيخ الإسلام: إبراهيم (الباجوريّ) في حاشية «الشّمائل» كالمناوي، والقاري، و «المواهب» : (قوله: النّبيذ، أي: المنبوذ فيه.

وهو) : كلّ ما ينبذ من غير العنب؛ من تمر أو زبيب أو قمح، والمراد هنا:

(ماء حلو يجعل) أي: يطرح (فيه تمرات ليحلو) ، أي: لتزيد حلاوته.

(و) قد روى مسلم أنّه (كان ينبذ له صلّى الله عليه وسلم أوّل اللّيل) التمر في الماء، (ويشرب منه إذا أصبح يومه ذلك، وليلته الّتي يجيء) بعد اليوم، (والغد إلى العصر.

فإن بقي منه شيء؛ سقاه الخادم) لاستغنائه عنه، ورفقا بالخادم على عادته صلّى الله عليه وسلم؛ (إن لم يخف منه إسكارا) بأن كان لم يتغيّر، (وإلّا! أمر بصبّه) ، أي: إذا ظهر له أنّه وصل إلى حالة لا يشرب معها بعد ذلك الوقت؛ خوف الإسكار أمر بصبّه، لأنّه صار في حكم العدم، فلا يقال: «صبّه إضاعة مال» ؛ وقد نهى عنه!! ولم يكن يشربه صلّى الله عليه وسلم بعد ثلاث خوفا من تغيّره إلى الإسكار.

(وهو) أي: هذا النبيذ الّذي كان يشربه صلّى الله عليه وسلم (له نفع عظيم في زيادة القّوّة) .

لملاءمته للمزاج. (انتهى) أي: كلام الباجوري رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>