للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ينام على جنبه الأيمن؛ ذاكرا الله تعالى حتّى تغلبه عيناه، غير ممتلىء البطن من الطّعام والشّراب.

قال: وكان عليه الصّلاة والسّلام ينام على الفراش تارة، وعلى النّطع تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة.

وكان فراشه أدما؛ حشوه ليف، وكان له مسح ينام عليه) انتهى.

(وكان ينام على جنبه الأيمن) ؛ لأنّه كان يحبّ التّيامن في شأنه كلّه، ومن جملته النّوم، وليرشد أمّته إلى النّوم على الجانب الأيمن؛ (ذاكرا الله تعالى حتّى تغلبه عيناه) بأن يأخذه النّوم، (غير ممتلىء البطن من الطّعام والشّراب) لضرره بالبدن وتثقيله النّوم.

(قال) ؛ أي: القسطلّانيّ بعد ذلك بأسطر: (وكان عليه الصّلاة والسّلام) - كما علم من مجموع الأحاديث- (ينام على الفراش تارة، وعلى النطع) - بفتح النّون وكسرها مع فتح الطّاء وسكونها-: ما اتّخذ من جلد، والجمع: أنطاع ونطوع (تارة، وعلى الحصير تارة) ؛ كما في حديث عمر، (وعلى الأرض تارة) أخرى.

(وكان فراشه) ؛ كما في «الصحيحين» والتّرمذيّ؛ عن عائشة قالت: إنّما كان فراش رسول الله صلّى الله عليه وسلم الّذي ينام عليه (أدما) - بفتحتين-: جلدا مدبوغا؛ أو أحمر، أو مطلق الجلد؛ جمع أديم، وصف به المفرد!! لأنّه أجزاء من الجلد مجتمعة، فهو نظير قوله تعالى مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ [٧٦/ الإنسان] ، فوصف المفرد بالجمع؛ إذ «أمشاج» : أخلاط؛ جمع «مشيج» (حشوه ليف) من النّخل.

(وكان) ؛ كما رواه التّرمذيّ؛ عن حفصة- (له مسح) - بكسر فسكون-:

فراش خشن غليظ (ينام عليه) ؛ من شعر أو صوف. وتقدّم هذا في فراشه.

(انتهى) المقصود نقله من كلام «المواهب» .

<<  <  ج: ص:  >  >>