للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها خرج السلطان في تجمل زائد إلى الغاية طالبا للحج فأقام بسر ياقوس يوما ثم سافر في الثاني والعشرين من شوال، فلما وصل عقبة أيلة في مستهل ذي القعدة خامر عليه الأمراء الذين صحبته وأكثر مماليكه وكانوا طلبوا منه أن ينفق عليهم نفقة اخترعوها فامتنع فداروا على الأمراء فمن أجابهم ألزموه بالركوب معهم ومن امتنع تهددوه بالقتل وركبوا بغتة فناوشهم الخاصكية القتال إلى الليل، فلما بلغه ذلك هرب راجعا إلى القاهرة، وكان الذين خلفهم بالقلعة قد تواعدوا مع الذين خامروا عليه بالعقبة أنهم يسلطنون ولده عليا ففعلوا ذلك بأن اتفقوا وجاؤوا إلى الزمام فأخبروه أن السلطان مات وطلبوا منه أن يخرج لهم ولده عليا فامتنع فهجموا عليه وكسروا بابه ونهبوا بيته وأمسكوه وأخرجوا الصبي قهرا فأقعدوه بباب الستارة. ثم أركبوه إلى الإيوان وأرسلوا إلى الأمراء الذين بالقاهرة فامتنعوا من الحضور فأنزلوا الصبي إلى الأصطبل ولقبوه بالعادل ثم بعد يومين بالمنصور فصعد إليه الأمراء وأحضروه إليه أكمل الدين وضياء الدين القرمي وحلفوا له، فأمسكهم بعض القائمين بالأمر وهم طشتمر اللفاف وقرطاي وأسندمر وأينبك، وحبسوهم بالقلعة وقروا آقتمر عبد الغني نائب السلطنة، ثم عهد إلى الأمراء

<<  <  ج: ص:  >  >>