الأكابر، ولما أرادوا سلطنة علي عارضهم الضياء القرمي ووعظهم وقال لهم: إن الأشراف أستاذكم قد أحسن إليكم وأخرجكم من السجن وأعطاكم الأموال فكيف تكون هذه مجازاته منكم? فلم يقبلوا منه بل هموا بقتله فردهم عنه قرطاي ورجع إلى بيته فتحول إلى القاهرة، وفي غضون ذلك وصل قازان الصرغتمشي فأخبر بكائنه السلطان بالعقبة فأرسلوا إلى قبة النصر فوجدوا أرغون شاه وصرغتمش ويلبغا وغيرهم من الأمراء الذين كانوا صحبة السلطان وهربوا معه قد وصلوا صحبته على الهجن فغلب عليهم النوم هناك فكبسوا عليهم فقتلوهم، وهرب السلطان لما دهموه هو ويلبغا الناصري، ثم استخفى السلطان عند آمنة بنت عبد الله امرأة ابن المستوفي المغينة كان يعرفها قبل ذلك فأخفته، ثم دلهم عليه بعض الناس فكبسوا البيت فوجدوه قد اختفى في البادهنج فأمسكوه واطلعوه إلى القلعة فتولى أينبك تقريقه على الذخائر وضربه تحت رجليه نحوا من سبعين ضربة بالعصي، ثم خنق في خامس ذي القعدة ودفن بالقرب من الست نفيسة ثم نقل إلى تربة أمه. وكان الأشرف هينا لينا محبا في المال في أهل الخير والفقراء والصلحاء والعلماء مذعنا للأمور الشرعية،