وأسكن أينبك مماليكه مدرستي حسن والأشرف، وأعطى كلا من ولديه أحمد وأبي بكر تقدمه ألف. وكان استقرارا أينبك في ثاني عشرين صفر، وأشاع العوام أن بعض الأمراء ركب على أينبك ولم يكن لذلك حقيقة، فأمر ابن الكوراني الوالي أن يسمر طائفة منهم، فيقال إنه أخرج من الحبس جماعة ممن وجب عليهم القتل فسمرهم ووسطهم بعد أن نادى عليهم: هذا جزاء من يكثر الفضول، ثم التمس من الخليفة أن يولي أحمد بن يلبغا السلطنة لأن أم أحمد كانت تحته فامتنع وقال: ما اعزل ملك ابن ملك وأولى ابن أمير فقال له: إن أحمد ما هو إلا ابن السلطان حسن فإن أمه كانت حاملا به منه لما قتل فأخذها يلبغا ولم يشعر بذلك فولد أحمد على فراشه، فقال الخليفة: هذا ما يثبت، فزبره أينبك وغضب منه وأمر بإمساكه ونفاه إلى قوص، وقرر قريبه زكريا بن الواثق في الخلافة ثم لم يلبث إلا نصف شهر حتى جاءت الأخبار من بلاد الشام