للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمخامرة النواب وموافقتهم لطشتمر وأنهم جمعوا جمعا كبيرا وكان اتفاقهم على ذلك في ربيع الأول، فتجهز أينبك إلى قتالهم وخرجت مقدمته في سادس عشرين شهر ربيع الأول، وهم أخوة قطلوبغا وأحمد بن أينبك ويلبغا الناصري ودمرداش اليوسفي وبلاط الصغير وتمرباي الحسني وجماعة منهم بركة وبرقوق وبوري الأحمدي في آخرين وأخرج معه السلطان ورضي على الخليفة المتوكل وأعاده إلى الخلافة واستصحبه معه وخرج ببقية العسكر في ربيع الآخر، واتفق أن ذلك كان وقت وفاء النيل فتفاءل المصريون على أينبك بالكسر فإنه خرج في ليلة الكسر فلم يلبث الجاليش أن رجعوا في ثاني ربيع الآخر من بلبيس خوفا من الأمراء الذين صحبتهم وكان ذلك مكيدة من يلبغا الناصري فإنه قال: يا أخي أينبك! احترز على نفسك فإن بركة وبرقوق يريدان قتلك، فلم يكذبه وفر في الحال. ففر قطلوبغا في ثلاثة أنفس إلى أخيه، ويقال إن كتب الأمراء وردت من الشام إلى من بمصر بتوبيخهم على تامير أينبك فرجعوا إلى أنفسهم وأجابوهم بالاعتذار وأنهم معهم، فأطلع السلطان إلى القلعة ثم ركب قطلقتمر العلائي والطنبغا السلطاني ليلا ومعهما جمع كثير إلى قبة النصر في ثالث ربيع الأول فتوجه إليهما قطلوبغا في مائتي نفس فأمسكوه وانكسر عسكره، فلما بلغ ذلك أينبك هرب فرجع

<<  <  ج: ص:  >  >>