للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم وقع ما بينهما وصار الهروي يؤلب عليه ويذكر معايبه وتصادق مع ابن الديري عليه، ثم دس الهروي إلى أحمد الحنبكي ورقة يذكر فيها أنه ثبت في جهة البلقيني لجهة الأوقاف والأيتام مائة ألف دينار، فعرضها أحمد على السلطان وشنع على البلقيني، فاستعظم السلطان ذلك وبحث عن القضية إلى أن تحقق أنها من اختلاق الهروي فأعرض عن ذلك.

وفي الثالث من جمادى الأولى قدم طائفة من أهل الخلي يشكوا إلى السلطان من الهروي وأنه أعطى بعضهم بيضاً وألزمه بعدده دجاجاً، فأرسلهم السلطان وأمره أن يخرج لهم مما يلزمه، فلم يصنع شيئاً وتمادى على غيه، فأغضى السلطان عنه ولزم فيه غلطه.

وفي أول شعبان وجد السلطان في مجلسه ورقة فيها شعر وهو:

يا أيها الملك المؤيد دعة … من مخلص في حبه لك ينصح

انظر لحال الشافعية نظرة … فالقاضيان كلاهما لا يصلح

هذا أقاربه عقارب وابنه … وأخ وصهر فعلهم مستقبح

غطوا محاسنه بقبح صنيعهم … ومتى دعاهم للهدى لا يفلح

وأخو هراة بسيرة اللنك اقتدى … فله سهام في الجوارح نجرح

لا درسه يقرأ ولا أحكامه … تدري ولا حين الخطابة يفصح

فافرج هموم المسلمين بثالث … فعسى فساد منهم يستصلح

<<  <  ج: ص:  >  >>