كان قبل الدولة الظاهرية ثلاث أقسام: الأول مماليك السلطان، وهم على ضربين: مستخدمين ومملوكين، ولكل منهم جوامك وراتب على السلطان، القسم الثاني مماليك الأمراء، وهم على ضربين أيضاً كذلك، ومن شرط المستخدمين هنا وهناك أن لا يكونوا من القسم الثالث وهم أجناد الحلقة، وهم عبارة عمن له إقطاع بالبلاد يستغله، فلما كثر استخدام السلطان والأمراء من أجناد الحلقة اتحد أكثر الجند فقل العدد بذلك، فأراد السلطان أن يردهم إلى عادتهم الأولى فشدد في ذلك، ومع ذلك فلم يبلغ الغرض ولا كاد لتواطي، المباشرين في ذك على أخذ الرشوة والله المستعان.
وأما قرا يلك فإنه بعد أن التجأ إلى حلب ركب معه يشبك الشيخي نائب حلب وعسكر بالميدان ثم توجه قرا يلك ومعه العسكر. فبلغه أن طائفة من عسكر قرا يوسف قد قربت من البلاد، فركب قبل الصبح فأوقع بالمقدمة فهزمها. واستفهم من بعض من أسره فأعلمه أن قرا يوسف بعينتاب وأنه أرسل هؤلاء ليكشفوا الأخبار، ثم وردت كتب قرا يوسف إلى نائب حلب وإلى السلطان يعتذر من دخوله إلى عينتاب ويعاتب على إيواء عدوه قرا يلك ويعلم السلطان