كما تقدم، وكان مولد فخر الدين سنة أربع وعشرين وسبعمائة، وتعلم الكتابة والحساب، وولي قطيا في راس القرن في جمادى سنة إحدى وثمانمائة، ثم صرف وأعيد لها مراراً، ثم ولاه جمال الدين الأستادار كشف الشرقية سنة إحدى عشرة، فوضع السيف في العرب وأسرف في سفك الدماء وأخذ الأموال، فلما قبض على جمال الدين واستقر ابن الهيصم في الأستادارية بذل عبد الغني أربعين ألف دينار، واستقر مكانه في ربيع الآخر سنة أربع عشرة، ثم صرف في ذي الحجة منها بعد أن سار سيرة عجيبة من كثرة الظلم وأخذ المال بغير شبهة أصلاً والاستيلاء على حواصل الناس بغير تأويل، وفرح الناس بعزله، وعوقب فتجلد حتى رق له أعداؤه، ثم أطلق وأعيد إلى ولاية قطيا، فلما قتل الناصر وولي المؤيد ولي كشف الوجه البحري، ثم ولي الأستادارية في جمادى الأولى سنة ست عشرة، فجادت أحواله وصلحت سيرته وأظهر أن الذي سار به أولاً إنما كان من عيب الناصر لكنه أسرف في أخذ الأموال من أهل القرى، وولي كشف الصعيد فعاد ومعه من الخيول والإبل والبقر والغنم والأموال ما يدهش من كثرته، ثم توجه إلى الوجه البحري ففرض على كل بلد وقرية مالاً سماه ضيافة، فجمع من ذلك مالاً جزيلاً في مدة يسيرة، ثم توجه إلى ملاقاة المؤيد لما رجع