وفي جمادى الأولى أرسل القاضي الحنفي إلى الحاجب الكبير يطلب من عنده غريماً فضرب الحاجب الرسول، فتوجه الحنفي إلى الشافعي فاستعان به فاجتمعا بالسلطان وشكيا ذلك فأنكر على الحاجب وأرسل وأهانه وقال له: لو كنت أنا وطلبت إلى الشرع لسارعت? وأمر فنودي بالمشاعلي أن الديون الشرعية لا يحكم فيها إلا القضاة? فشق ذلك على الحاجب وقبض على بعض المشاعلية فضربه، وجرسوه ومروا به من على باب الصالحية. فبلغ الحنفي فبادر الحاجب واعتذر بأنه لم يضربه إلا بشكوى عليه بجناية أخرى. وسكن الحال.
وفي الثامن عشر من جمادى الآخرة توقف النيل من سادس أبيب وتمادى على ذلك سبعة أيام، فنودي في الناس بصيام ثلاثة أيام ثم خرجوا إلى الصحراء يستسقون. فاجتمعوا ونزل السلطان والقضاة والمشايخ وكثر الجمع جداً، وحضر السلطان راكباً بمفرده فجلس على الأرض، فصلى بهم القاضي ركعتين كهيئة صلاة العيد، ثم رقي منبراً وضع له هناك فخطب خطبتين حث الناس فيهما على التوبة والاستغفار وحذرهم