على الصفة الأولى من السكون، وبلغ جقمق نائب الشام ما وقع بمصر فاستولى على القلعة وأمسك نائبها.
وفي خامسه نزلت الشمس برج الحمل، وفي صفر أطلق ناصر الدين محمد بن قرمان الذي كان قبض عليه في سنة ٢٢ وفوضت أمور بلاده لأخيه علي فأعيد محمد إلى مملكته، وسار في يوم الجمعة خامس عشري صفر من البحر، وسار معه شمس الدين الرومي المعروف بشاكر والهروي، وزوده الأمير ططر بمال وقماش وخيل وخيام وجهز معه سفراً، فيقال إن الريح عصفت عليهم فتوجهت المركب نحو قبرس، فبلغ ذلك صاحبها فكارمه بهدية، وفي يوم الأربعاء حادي عشره أمسك كمال الدين ابن البارزي وعوق من وقت العصر إلى صبيحة الاثنين، فشفع فيه صهره ابن الكويز واستكتبه خطه بستة آلاف دينار.
وفيه قبض علي ناصر الدين بن العطار الذي كان نائباً بالإسكندرية ثم أفرج عنه بعد أيام، وفيه وصل يشبك الإينالي الأستادار من الصعيد بعد أن أجاح أهله فصرف بعد قليل من الأستادارية، واستقر فيها صلاح الدين ابن ناظر الخاص في سابع عشر ربيع الأول.