للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالحبشة وكان شجاعاً حتى يقال إنه زجر فرسه في بعض الوقائع وقد هزمه العدو وقد وصل إلى نهر عرضه عشرة أذرع فقطع النهر ونجا ملك بعد أبيه، وجرت له مع كفرة الحبشة وقائع عدة، وكان عنده أمير يقال له حرب جوس من الأبطال: مات صير الدين مبطوناً في هذا السنة، واستقر بعده أخوه منصور.

عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد سراج الدين الخروبي، ولد سنة إحدى وأربعين وسبعمائة أو في التي بعدها، ولم أجد له سماعاً على قدر سنة ولو اعتنى به لأدرك الإسناد وقد كان له حرص على سماع الحديث فسمع بقراءتي كثيراً وجاوز الثمانين ممتعاً بسمعه وبصره وعقله، وكان كثير العبادة من صلاة وتطوع وصيام تطوع وأذكار، وتنقلت به الأحوال ما بين غني مفرط وفقر مدقع، فأول ما مات أبوه كان يعد من التجار، ثم ورث أباه هو وأخوه نور الدين الذي مات سنة ثلاث وثمانمائة فاتسع حاله وأثرى واشتهر بالمعرفة وحسن السيرة، ثم تناقض حاله فمات عمه تاج الدين بمكة سنة خمس وثمانين وأوصي وورث منه فأثرى، واتسع حاله، ثم تناقص إلى أن مات قريبهم محمد بن زكي الدين

<<  <  ج: ص:  >  >>