للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخروبي في سنة أربع وتسعين وهو شاب فورث منه مالاً جزيلاً فتراجع حاله، ثم تناقص حاله إلى أن مات أخوه بدر الدين فورث ماله واتسعت دائرته وحسن حاله، ثم تناقص حاله بعد ثلاث سنين إلى أن ماتت أخته آمنه فورث منها مالاً جزيلاً فحسنت حاله ووفى كثيراً من دينه، ثم لم يزل بسوء تدبيره إلى أن مات فقيراً إلا أن ابنته فاطمة ماتت قبله في هذا السنة فورث منها شيئاً حسنت به حاله قليلاً لكنه مات وعليه ديون كثيرة، وخلف خمسة أولاد ذكور منهم شمس الدين محمد وكان ضيق اليد جداً فمات بمدينة بعلبك، وثانيه شقيقه شرف الدين محمد ثم عز الدين محمد. ثم بدر الدين محمد، ثم فخر الدين سليمان، فكان نابغتهم بدر الدين، فإنه كان حصل من تركة آمنه بغير علم أبيه قدراً جيداً، وأخذ من والدته، وهي تجار بنت ناصر الدين بن مسلم كبير التجار بمصر أبوها كان سيئاً كثيراً فأثرى وعمر بيتهم ثم لم يلبث أن مات في الطاعون العام سنة ثلاث وثلاثين، ثم مات عز الدين سنة اثنتين وأربعين ولم يبق إلا شرف الدين وسليمان وهما في غاية القلة - فسبحان الذي لا يزول ملكه! فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم بعد أن كانوا يشار م بالأصابع في الثروة وصاروا كآحاد الناس بل في الحضيض.

<<  <  ج: ص:  >  >>