محمد بن علي بن قرمان، الأمير ناصر الدين، كان أمير بقصرية ونكدة ولا رندة، وما والاها من البلاد الحلبية غيرها، ثم امتدت عينه إلى أخذ طرسوس وهو من معاملات حلب، وطمع فيها لوقوع الاختلاف بين الأمراء المصرية فحاصرها وملكها، فلما استقر المؤيد في المملكة جهز عسكراً فاستنقذها منه وقرر فيها نائباً، ثم جمع ابن قرمان جيشاً وتوجه إلى طرسوس فأخذها. فجهز المؤيد ولده إبراهيم في العسكر المقدم ذكره في سنة إحدى وعشرين فملكوا طرسوس وهرب منهم ابن قرمان، وسلموا طرسوس بأمر المؤيد لناصر الدين بن دلغادر.
واستقر في إمرة البلاد القرمانية على أخو ناصر الدين فلما رجع إبراهيم إلى القاهرة وقع بين ابن قرمان وبين ابن دلغادر وقعة انهزم فيها ابن قرمان وأسر وحمل إلى القاهرة فدخلها وكان يوماً مشهوداً، فلما مات المؤيد أفرج عنه ططر وتوجه إلى بلاده في أوائل سنة أربع وعشرين، فاستمر إلى أن توجه إلى حصار بعض القلاع فأصابه حجر في جبهته فصرعه ومات في هذه السنة.
محمد بن علي بن أحمد، الزراتيتي المقرئ الحنبلي إمام الظاهرية