سالم بن سالم بن أحمد بن سالم بن عبد الملك بن عبد الباقي بن عبد المؤمن بن عبد الملك، المجد المقدسي الحنبلي، يجتمع مع القاضي موفق الدين عبد الله بن عبد الملك في عبد الملك، اشتغل في بلاده ثم قدم القاهرة سنة ٦٤، وأقام بها إلى أن ولى قضاء الحنابلة بعد موت الموفق أحمد ابن نصر الله في سنة ثلاث وثلاثمائة، ولم يزل مستقراً فيه إلى أن صرف بعلاء الدين ابن مغلى في أوائل سنة ثماني عشرة، فاستمر خاملاً إلى أن مات وليس بيده سوى تدريس الجمالية ومدرسة حسن، وضعف مدة متطاولة وخلف عدة أولاد صغار أسنهم مراهق، وكان مولده سنة ثمان وأربعين، وتفقه واشتغل حتى مهر ونبغ في المذهب وشارك في الفنون، وكان يستحضر المحرر في الفقه، وناب في الحكم، وعاش سبعاً وسبعين سنة، وكان الناصر فرج يثق به، وأرسله مرة إلى الصعيد للحوطة على تركة ابن عمر ثم صار يأتمنه على ما يصنع يده عليه من الأموال، وكان يبالغ في النصيحة له في ذلك، فمقته الناس لإعانته على الظلم، ولعله كان معذوراً فالله يسمح له.
سودون الفقيه كان كبير الشراكسة تلمذ للشيخ لاجين الجركسي