وكان بشوشاً جميل المعاشرة خبيراً بأمور الدنيا، مات في مستهل شعبان وله خمس وسبعون سنة.
عمر بن عبد الله بن عامر بن أبي بكر بن عبد الله سراج الدين الأسواني نزيل القاهرة، تعاني الآداب وسلك طريق المتقدمين في النظم، وكان عريض الدعوى كثير الازدراء لمن ينظم الشعر من أهل عصره، لا يعد أحداً منهم شيئاً ويقول: شعرهم بعر مقزدر، هو يقول: من يجعل لي خطراً على أي قصيدة شاء من شعر المتنبي حتى أنظم أجود منها! وكان قد دخل الشام وأخذ عن أدبائها ثم قدم القاهرة فاستوطنها من سنة تسعين، ولم يكن نظمه بقدر دعواه إلا أن ابن خلدون كان يطربه ويشهد له بأنه أشعر أهل العصر بعد ابن خطيب داريا، وكان للأسواني مشاركة في لغة وقليل من العربية، وما علمته ولي شيئاً من الوظائف، وقد حضر عندي في إملاء شرح البخاري، وأملي على الطلبة من نظمه أبياتاً في معرفة أسواق العرب في الجاهلية وهي رجز، وسمعت من لفظه قصيدة مدح بها المؤيد لما تسلطن بعناية الأدمي فغض منه البارزي، وكان يجتدي بشعره ويقلد المانة من يسمعه منه، ومن عنوان نظمه قوله:
إن ذا الدهر قد رماني بقوم … هم على بلوتي أشد حثيثاً
إن أفه بيهم بشيء أجدهم … لا يكادون يفقهون حديثا
واتفق بأخرة أنه مدح أبا فارس صاحب تونس فأرسل إليه بصلة، قيل