وفي الثامن والعشرين من شهر رمضان صرف كاتب السر صلاح الدين بن الصاحب بدر الدين - ابن نصر الله عن الحسبة، واستقر دولات خجا الذي كان ولي الشرطة في سنة ست وثلاثين في سفرة آمد. وفيه أخرج الشيخ سرور المغربي من القاهرة بأمر السلطان إلى الإسكندرية. وفي هذا اليوم ظهر جراد كثير جداً بعد العصر، جاء من قبل المشرق، حتى كاد النهار يظلم، فدام ساعة وسار نحو المغرب، فلم يبق له أثر من قبل المغرب، ثم في اليوم الذي يليه وقع نظير ذلك في وقته ثم انقضى أمره.
وفي أواخر شهر رمضان كتب مرسوم بإضافة المواريث الحشرية من النصارى إلى بيت المال بعد أن كن البطرك يتناولها بمراسيم يقررها له الكتاب من قديم الزمان، وكلما أبطلوه أعادوها مراراً.
شوال، أوله الخميس، في أوله اشتد البرد جداً بحيث أنه كان أشد مما كان في فصل الشتاء وعاد الناس إلى لبس الفراء ونحوها، وفشا الطاعون فزاد على المائة، وصلينا في الجامع الحاكمي بعد الجمعة على خمسة أنفس جملة، وكان أول ما بدا اشتد - في نواحي الجامع الطولوني ثم في الصليبة ثم فشا في القاهرة - ولله الأمر.
ثم بلغ المائتين في العشر الأول منه كل يوم، ثم في العشر الأوسط