للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسير، وكثر ترحم العامة عليه، وبالغوا في سب الخازندار لما رواه في الجنازة ورموه بكل سوء، فبات بالتربة ورجع إلى القلعة فدخلها أول ما فتحت، وحضرنا الصبحة فوجدنا عدداً يسيراً من الجند وبعض الفقهاء، فلما ختم وانصرفنا اجتمع الأمراء ورؤساء الدولة عند السلطان وقرروا أمور من يسافر بخلع النواب بالبلاد، فلما كان يوم الاثنين النصف من الشهر شرعوا في تجهيز القصاد إلى البلاد لتحليف أمرائها والإذن للأمراء المجردين في الرجوع. .، وكان برسباي يخدم دقماق الذي مات أخيراً بحماة، ودقماق كان من مماليك الظاهر برقوق، فيقال إنه الذي أعتق برسباي، ثم صار برسباي من أتباع نوروز، ومن قبل ذلك كان مع جكم، ثم صار مع شيخ بعد قتل الناصر وحضر معه إلى مصر فولاه نيابة طرابلس، ثم غضب منه فاعتقله عند نائب دمشق، فلما دخل ططر الشام بعد المؤيد استصحبه إلى القاهرة وقرره دويدارا كيرا فباشر، وسلطنته في ربيع الآخر سنة خمس وعشرون، وأكرم الصالح محمد بن ططر - وقرنه بولده فكانا يركبان جميعاً إلى أن ماتا بالطاعون سنة ثلاثين.

واتفق في أيام سلطنته من السعد في حركاته ما لا يوصف بحيث أنه لم يقم أحد إلا وقتل من غير أن يجهز له عسكراً أو يباشر له حرباً، وفتحت في أيامه قبرس وأسر ملكها - وقد سبق خبرها في الحوادث.

<<  <  ج: ص:  >  >>