صاهر الاقصراي، وانجب ولده الشيخ محب الدين إمام السلطان الآن، ولازم الشيخ محب الدين الشيخين سراج الدين ابن الملقن وسراج الدين البلقيني، وسمع من عز الدين بن الكويك وغيره ولم يمعن، والعجب أنه لم يلازم حافظ الدنيا في وقته شيخنا العراقي وهو المشار إليه في علم الحديث مع دعواه أنه محدث، وكان بعد يدرس منظومة الألفية، ثم ناب في الحكم مدة ثم وليه استقلالاً مرتين، الاولى بعد موت علاء الدين الحموي وقد تقدم بيان ذلك في الحوادث مفصلا، وكانت وفاته بعلة القولنج، وكان يعتريه أحياناً ويرتفع، وفي هذه العلة استمر أكثر من ستين يوماً إلى أن مات بعد طلوع الفجر صبيحة يوم الأربعاء النصف من جمادى الأولى، وقد أقام في الولاية الثانية ثلاث عشرة سنة، ومن الاتفاقيات أنني كنت أنظر ليلة الأحد ثاني عشر جمادى الأولى في دمية القصر للباخرزي فمررت في ترجمة المظفر بن علي أن له هذه الأبيات يرثي بها:
بلاني الزمان ولا ذنب لي … بلى إن بلواه للأنبلي
وأعظم ما ساءني صرفه … وفاة أبي يوسف الحنبلي
سراج العلوم ولكن خبا … وثوب الجمال ولكن بلى
وقد التزم فيها النون ثم الباء قبل اللام فتعجبت من ذلك، ووقع في نفسي أنه يموت بعد ثلاثة أيام بعدد الأبيات فكان كذلك، ومات بعد أن صلى الصبح بالإيماء، فأكمل ثمانياً وسبعين سنة وعشرة أشهر إلا يومين