للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى جهة الديار المصرية ليكون قصتها متوالية، وهذا اوان سفر الجيش المنصور من داخل فم البحر الملح كان يوم الأحد رابع عشر شهر ربيع الآخر قاصداً اللمسون من جزيرة قبرس - جعلها الله دار إسلام إلى يوم الدين! آمين.

وكان في المراكب واحد بطيء السير، فكان الناس يتقدمونه لحكم الهواء ثم يرجعون بسببه، فتاهوا عن طريقهم فأشرفوا على جبال صيدا وكان قد قل ماء بعضهم، فأرسوا على ساحل بيروت ليلة الاثنين ثاني عشري الشهر، وتاه تمرباي في خمسة عشر مركباً فأرسوا على طرابلس في تلك الليلة، ووجدنا العسكر الشامي قد توجه من بيروت إلى قبرس في خمسة عشر مركباً يوم الخميس ثامن عشر الشهر، ثم رحلنا عن بيروت يوم الأربعاء رابع عشري الشهر والريح قليل جداً، فأرسينا على الملاحة من أرض قبرس يوم الأحد ثاني عشريه، ووافى بها فيه من كان ذهب إلى طرابلس فكان ذلك من غرائب الاتفاق، ثم رحلنا يوم الثلاثاء مستهل جمادى الأولى، واستبطأنا الشاميون وكانوا على اللمسون فلاقونا بين الملاحة واللمسون فأرسينا هنالك، وقد تم عدد المراكب ثمانين ما بين أغربة وحمالات ومربعات وزوارق وسلالير سوى ما يبتعها من القوارب، ثم سرنا ليلة الأربعاء ثانيه فأرسينا على اللمسون في

<<  <  ج: ص:  >  >>