جمال الدين الأميوطي ثم المكي، ولد سنة خمس عشرة وسبعمائة، وتفقه على الزنكلوني والتاج التبريزي والكمال النشاي، ولازم الشيخ جمال الدين الأسنوي، وصحب شهاب الدين بن الميلق وأخذ عنه في الأصول وفي التصوف، وسمع صحيح البخاري من الحجار، وصحيح مسلم من الواني، وحدث عنهما وعن الدبوسي ونحوه بالكثير، وسمع بدمشق من الذهبي والمزي وجماعة، واشتغل في الفقهه والعربية والأصول، ومهر في الفنون، وناب في الحكم، ثم جاور بمكة مدة طويلة من سنة سبعين، وتصدى بها للتدريس والتحديث، وكان حسن الخط فصيح اللسان، وكان شرع في الجمع بين الشرح الكبير والروضة والمهمات فبيض من ذلك نصف الكتاب في تسع مجلدات، وله شرح بانت سعاد، ومات بمكة في ثالث شهر رجب وله خمس وسبعون سنة، ذكر لي بعض من أثق به أنني سمعت عليه ولم أتحقق إلى الآن ذلك.